لا حل خارج
الصندوق
أظهر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بوضوح و جلاء من خلال لقائه الصحفي الأخير، خارطة طريق سياسية للجزائر الجديدة التي يريدها الكثيرون، و أبدى بشكل لا مواربة فيه تفهمه و فهمه لمطلب التغيير الذي رفعته مسيرات الذكرى السنوية الثانية للحراك و المسيرات التي تلتها الجمعة الفارط، فلا حل خارج الصندوق، نعم.. لكن بشروط.
لا يكاد يختلف إثنان في أن الوضعية التي عاشتها الجزائر، منذ بداية الحراك الشعبي، الذي يسبغ عليه كل طرف صفة تعبر عن الزاوية التي ينظر إليه منها، و هذا أمر محمود و طبيعي و لا عيب فيه، من منطلق أن الحراك حامل للتنوع، و معبر عن تعددية الأفكار في الشارع الجزائري بكل أطيافه و مكوناته.
فمن يراه "حراكا مباركا أصيلا" و هي الصفة التي ألحقها به رئيس الجمهورية في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية الثانية المصادفة لليوم الوطني للشهيد، يقدر عاليا ما منحه الحراك للدولة الجزائرية من قدرة على تجاوز مرحلة عشريتين من حكم "العصابة" و "المال الفاسد"، و إنهاء حكم "البهتان" و التسلط جعلته مباركا، يعني مبشرا بوضع أحسن و أفضل يأتي بعده.
و من يراه "حراكا شعبيا سلميا" فهو يعلي من شأن الملايين التي خرجت منذ أولى التظاهرات، للتعبير عن رفض العهدة الخامسة، و هي تردد بأصوات هادرة أن السيادة للشعب و أن الجزائريات و الجزائريين ليسوا عاجزين عن صناعة المستقبل بأيديهم و بقواهم الذاتية، التي تجمعهم بكل اختلافاتهم على كلمة سواء ليصدروا حكمهم على الغد الذي ينتظرونه، و يريدونه لأبنائهم في وطنهم، و بطريقة سلمية حضارية رائعة أبهرت العالم، و لا مزايدة في ذلك.
لكن أن يستأثر فصيل من الجزائريين بأبوة الحراك و يجعله سجله التجاري الخاص به، لتنفيذ أجندته السياسية دون الملايين من أبناء الوطن في الداخل و الخارج، فذلك يدل على أنه لم يكن يوما في صلب الحراك، مهما كانت الصفة التي يلحقها به، و لا كان يؤمن مرة بأن السيادة في الجزائر للشعب و حده و أنه "لا سيد في هذه البلاد سواه".
و مثلما يتفق الجميع - و الشواذ لا يقاس عليهم بالطبع - أن الحكم الذي يصدره الشعب لا يخرج إلا من صناديق الانتخابات، فمن الواضح أن ما تقدمه السلطة الآن من خارطة طريق انتخابية لحياة جديدة في مؤسسات الدولة و إعادة الكلمة للشعب، من خلال انتخابات تشريعية، يحتمل أن تتزامن معها انتخابات محلية ، بلدية و ولائية، وفق ما أعلن عنه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، هو الطريق الذي ينبغي على كل الفاعلين في المجتمع التفكير فيه و النظر إليه كوسيلة لبناء الجزائر الجديدة، التي هي ليست حكرا على فئة أو تيار أو جهة و لا يملك أحد دون الشعب الحق في التصرف فيها.
قدمت السلطة في سبيل إقناع الشعب بسلوك الطريق الانتخابي مخرجا للوضعية التي ورثتها البلاد بعد عقدين أو أكثر من عدم الاستقرار السياسي بمفهومه الكبير و الواسع، ما يجعل المؤسسات و الهيئات المنتخبة فوق كل شبهة، لتمارس مهامها الدستورية بعيدا عن كل ضغط أو تلاعب، و هو الأمر الذي كان مفقودا في السنوات السابقة، و أضر كثيرا بشرعيتها و بمصداقية العملية الانتخابية ككل. و كان ذلك أيضا مصدر خطر كبير على كيان الدولة ذاتها و ليس على النظام السائد وقتها، و الذي خرج الحراك يطالب برحيل رموزه و بإنهاء كل سبب لوجوده أو عودته مرة أخرى في المستقبل.
تلك هي الشروط التي تجعل الحل النابع من كلمة الشعب السيد من خلال الصندوق الانتخابي، ذات قيمة لا تضاهى، و تملك الحجة الدامغة التي لا يقف في وجهها شيء،
فهي تعطي بصورة عملية مباشرة، المسؤولية للجزائريات و الجزائريين في إدارة شؤونهم العامة و في اختيار الطريقة التي تناسبهم للعيش في وطنهم معززين مكرمين، يحكمهم القانون الذي يعلو و لا يعلى عليه، و يتنافس لخدمتهم السياسيون الذين يقدمون الحلول المبتكرة لمشاكل تعترض المواطنين و يبدعون في صيانة وديعة الشهداء، الذين أرادوا أن تكون الجزائر المستقلة، دولة ديمقراطية تسودها العدالة الاجتماعية في إطار المبادىء الإسلامية، و دفعوا حياتهم ثمنا لذلك.
يحلم أبناء الشعب الآن بالعيش في دولة تحترمهم و تصون حقوقهم و حرياتهم، و من بينها حقهم في اختيار من يحكمهم و حريتهم في قول كلمتهم و حقهم في العدالة التي تساوي بينهم جميعا، لا فضل لأحد منهم على الآخر إلا بما يمتلك من كفاءة و علم و ذكاء، ليساهموا بعبقريتهم في بناء الحضارة الإنسانية مثلما فعل الكثيرون من أبنائها على مر العصور و الحقب التاريخية منذ فجر الإنسانية، و مثلما تحقق حلم الشهداء و الثوار بالأمس، فليس عسيرا تحقيق أحلام شباب اليوم، متى صدقت النوايا و ترجمت صدقها الأفعال.
عمر شابي
مدير موقع "أطلس تايمز"
رفض أنتوني فاوتشي كبير الخبراء في الأمراض المعدية بالولايات المتحدة أمس، النظرية المؤامراتية التي تدعي أن مرض فيروس "كوفيد-19" تم تصنيعه في المخابر، كما تبين من خلال العديد من الباحثين و الخبراء أن كل الأخبار التي تربط بين فيروس كورونا المستجد و صراعات القوى العظمى عارية من الصحة.
الجزائر: ق.ب.ق/ وكالات
إحدى النظريات في هذا المضمار زعمت أن تفشي فيروس كورونا هو محطة في حرب بيولوجية، بعدما تسربت كميات من غاز الأعصاب (السارين) القاتل، من قاعدة أمريكية في أفغانستان، خلال قيام العسكريين الأمريكيين ببعض التجارب هناك، و قد نقله أمريكيون إلى الصين في مدينة "ووهان"، و تستند هذه الفرضية التي تم دحضها فيما بعد من بيكين و واشنطن على حد سواء، إلى تساؤلات رسميين صينيين في وقت سابق ردا على اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصين بأنها لم تفصح عن حقيقة الوباء في بدايته.
و قال باحثون في دراسة نشرت في مجلة " نيتشر ميديسين" في مارس "إنهم لا يؤمنون بأن أي نوع من السيناريوهات المرتكزة على تصنيع فيرس كورنا في المعامل هو سيناريو معقول". و قارنت الدراسة التي أجرتها كريستين أندرسين العالمة في علم الأحياء الحاسوبي بمعهد سكريبس للأبحاث في كاليفورنيا بين فيروس كورونا الجديد أو السارس- كوف-2 بستة أنواع أخرى من فيروس كورونا أصابت البشر. تقول الدراسة "تحليلنا يظهر تماما أن السارس-كوف-2 غير مصنع معمليا".
و قال كبير الخبراء في الأمراض المعدية في قيادة جهاز مكافحة كورونا بالولايات المتحدة الأمريكية فاوتشي في بيان صدر عن البيت الأبيض أمس الجمعة "فحصت مجموعة من علماء الفيروسات التطوريين المؤهلين تأهيلا عاليا التسلسل في الخفافيش مع تطورها". مبرزا "أن التحولات التي مرت بها لتصل إلى النقطة التي عليها الآن متسقة تماما مع الانتقال من حيوان إلى إنسان ".
جاءت تصريحات فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية والعضو الأساسي في فريق عمل البيت الأبيض لمحاربة المرض في الوقت الذي يقول فيه بعض السياسيين الأمريكيين و وسائل الإعلام إن الفيروس مصنع معمليا على الرغم من نقص الأدلة القاطعة.
و من بين الإشكاليات المطروحة تحذير دبلوماسيين أمريكيين من نقص معدلات الوقاية الضرورية في مخابر مدينة "ووهان" الصينية التي ظهر بها الوباء أول مرة، وفق ما أكدته برقيات سرية للخارجية الأمريكية نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" قبل أيام، أعادت الجدل مجددا حول دور نظام التكتم الصيني في انتشار الجائحة التي قضت على أكثر من 222 ألف شخص عبر العالم حتى الآن.
كما انتشرت في وقت سابق نظريات تربط بين انتشار فيروس كورنا و بين تشغيل شبكات الجيل الخامس 5G للاتصالات، و من بين مراكزها الرئيسية مدينة "ووهان" ذاتها، و هو ما اعتبره البعض تفسيرا للانتشار السريع المذهل للفيروس ووصوله إلى مناطق قصية لا صلة مباشرة لها بمناطق إصابة، مثل ظهور الوباء في حاملات طائرات عسكرية و يخوت نزهة في عرض المحيطات البعيدة. لكن تلك الأفكار لم تقنع العلماء و الباحثين، الذي يضعونها في خانة الخيال التآمري. فقد انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية، مقاطع مصوّرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر إحراق أبراج هواتف لاسلكية في منطقتي برمنغهام و مرزيسايد في بريطانيا. و كانت المقاطع المصورة مرفقة بالزعم عن دورها في نقل العدوى .
لكن عددا من العلماء وصفوا فكرة وجود رابط بين كوفيد - 19 وشبكات الجيل الخامس بأنها "محض هراء"، قائلين إنّ الأمر مستحيل بيولوجياً. كما وصف المدير الطبي في هيئة الخدمة الصحيّة الوطنية في إنكلترا، ستيفن بويس، نظريات المؤامرة تلك بأنها "أسوأ أنواع الأخبار الزائفة، مثلما نقلت" بي بي سي".
صفتان إذا فقدهما الحراك فقد انتهى
عادت مسيرات الحراك الشعبي السلمي مع الذكرى السنوية الثانية لانطلاقته، و قبلها بقليل في مدينتي خراطة و خنشلة، حيث كانت الإرهاصات الأولى للهبة الشعبية التي أنهت حلم العهدة الخامسة، و أعادت للجزائريات و الجزائريين صوتهم السياسي في الشوارع، لكن الحراك العائد إذا فقد صفتين أساسيتين من صفاته يكون قد انتهى.
بعد عقدين أو أكثر من الغياب الكلي عن التحدث في الشأن السياسي العام، خرج الجزائريون في 22 فيفري 2019، بكل أطيافهم و توجهاتهم و إيديولوجياتهم و من المختلف الأعمار، شبابا و شيبا و كهولا و نساء و رجالا يصرخون في وجه نظام الفساد، يطلبون حقهم في بناء الجزائر التي يحلمون بها.
لكن بعد عام من الصمت الطوعي و الركون الإجباري في منازلهم، المفروض بسبب تفشي جائحة كورونا، استعاد الشارع السياسي حركيته، بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لما وصف بالهبة الشعبية السلمية و ما ينعته البعض بالحراك المبارك الأصيل، و يطلق عليه آخرون "ثورة الابتسامة"، لكن العود ليس محمودا و لا أحمد في كل مرة، مثلما يفيد القول المأثور، المرحب بكل عودة.
مظاهر جديدة غريبة عن الحراك صارت تملأ الشارع و تغطي الفضاء الأزرق الذي كان مهد انطلاقة الوعي المستعاد، من خلال الدعوات للتنديد و الرفض بمهزلة العهدة الخامسة التي كانت قيد التحضير، وسط تطبيل و تهليل و مباركة ما صار يعرف بـ"أحزاب الكاشير"، عقب تجمع القاعة البيضاوية لصالح ترشيح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، شعر معها الملايين بإهانة لا توصف و أحسوا بأنهم مجرد أشياء و من سقط المتاع، لأن لبعض الأشياء قيمة لدى أصحابها.
اجتمعت الملايين من أبناء الشعب، على كلمتين "التنوع و السلمية" و رددت على صعيد واحد بصوت واحد و بقلب واحد، هذه بلادنا و نحن فيها أحرار بدماء شهدائنا و لنا فيها غد جميل لأبنائنا، لا تسرقوا منا الوطن، و لا تجعلوا منا طعما لحيتان البحر، فلن نغادر أرضنا و لن نرضى بغير سيادتنا عليها.
الصفتان "السلمية و التنوع" خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في ميزان السياسة و الحكم و كبيرتان في مدلول الحراك الذي لم يكن حجره الطوعي لنفسه في صدور و قلوب الجزائريين بردا و سلاما على مستقبله، بل كان فرصة لبعض متصيدي الفرص و كثير من الانتهازيين السياسيين الذي أرادوا بعودته العودة لركوبه، و جعله مطية لهم وحدهم، توصلهم إلى مبتغاهم، الذي لا يختلف في جوهره عن سلوكات النظام السابق من الاستهتار بالمواطن و التقليل من شأنه و معاملته كقاصر و مغفل، و هو الأمر الذي خرج الشعب أول الأمر منددا به و مستنكرا له، بل و رافضا ثائرا على من يهينه بتلك السلوكات و التصرفات.
عاد الحراك في ذكراه السنوية الثانية محافظا على بعض سلميته الأولى، لكنه لم يحافظ على تنوعه الأصلي و لا على تعدديته الخلاقة. و هاتان الميزتان إذا فقدهما الحراك فعليه السلام.
ظهرت انحرافات و انزلاقات لفظية، لا تشير مطلقا أن السلمية متجذرة في نفوس أصحابها، بل كانت مجرد تورية و "تقية" تدثر بها بعض الذين يكتنزون الأحقاد في صدورهم من مخلفات العشريات الماضية، و هؤلاء وجدوا ضالتهم في ما خلفته جائحة كورنا من تأثيرات اجتماعية و اقتصادية و نفسية من ضيق في الصدور، فسعوا إلى التنفيس عنها بخطاب عنيف و تهجمات مجانية على مؤسسات الدولة و كان الحراك الأول محترما و مقدسا لرموز الدولة و لهيبتها و لمكانتها بين الأمم.
يتذكر الجميع و لحسن الحظ توجد آلاف الساعات من فيديوهات البث المباشر، لمسيرات الحراك الأول الذي ثار ضد رئيس الدولة السابق نفسه عبد القادر بن صالح حينما ظهر ضعيفا في لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، و حينها كان الشارع يغلي بالمسيرات المليونية، التي تطالب برحيل رموز نظام بوتفليقة، لأن الحراكيين وقتها كانوا يريدون جزائر شامخة و عزيزة و أبية، لا يقبل أبناؤها أن تظهر مهتزة و لا مترددة، بل تقرر بنفسها الحلول التي ترتضيها لنفسها من بنات أفكار شعبها و كان الرفض لكل مظاهر التدخل الخارجي عاما و شاملا و من العناصر التي لا يختلف فيها أحد.
و حين تتراجع سلمية الحراك فهو يفقد بالضرورة عنصر القوة الثاني و الأساسي فيه، و هو تنوعه، و تعدده الذي يجعله صوتا شعبيا جامعا لا مفرقا، معبرا عن آمال و طموحات و رغبات الشعب بكل فئاته و طبقاته و من شتى مشاربه و ايديولوجياته، و ليس مناورة من سياسيين يفتقد كثيرهم للحصافة و الرصانة فيسقطون في شراك المظاهر الزعاماتية الخادعة و يتوهمون أنهم يقودون الجزائريات و الجزائريين مثلما قادهم نظام البهتان الذي هوى، و هؤلاء يبدو فعلا أنهم لا يزالون يستهترون بقدرات الشعب، كتلاميذ أغبياء لم يحفظوا الدرس.
عمر شابي
مدير موقع "أطلس تايمز"
حمل مشروع الإصلاح السياسي الذي برز من لقاء الرئيس عبد المجيد تبون مع مسؤولي أربعة صحف الليلة الماضية علامات الدولة "التبونية" ذات الملامح البوتينية (نسبة لرئيس روسيا فلاديمير بوتين)، من حيث الرغبة في الخروج من دائرة النفوذ الفرنسية و البحث عن رجال أعمال شرفاء.
الجزائر: عمر شابي
رئيس الجمهورية ركز في حديثه على الرغبة في الخروج عن الإملاءات التي كانت تمارسها إلى وقت قريب دوائر تعمل لصالح قوى أجنبية تريد الاستحواذ على القدرات الاقتصادية للبلاد، و تمنع حرية استغلالها مع شركاء اختارهم الجزائر.
كان واضحا أن فرنسا هي البلد المقصود في خطاب رئيس الجمهورية، الذي قدم أمثلة عن ذلك بالحاجة إلى استغلال الثروات المنجمية النادرة التي تتوفر عليها الجزائر، مما يصطلح على تسميته "التربة النادرة" من معادن اليورانيوم و الذهب و الألماس و غيرها، حيث قال أن هناك من لا يريدنا أن نستغل ثرواتنا إلا من خلال موافقته، و المرور عن طريق شركاته.
كرر الرئيس في حواره شرط النزاهة في رجال الأعمال الذين ستفتح لهم الدولة الباب لكي ينجزوا مشاريعهم، من الذين لا يفكرون فقط في مصالحهم الضيقة باستنزاف موارد البلاد من العملة الصعبة، تحت غطاء الاستثمار الوهمي، و الذين يصدرون مواد أعادوا تصنيعها من مواد أولية مستوردة بالعملة الصعبة، ثم يطالبون بمزايا عن عمليات التصدير.
في هذه النقطة تتطابق صورة "الجزائر الجديدة" مع مشاهد من الصراع الشهير الذي قاده الرئيس الروسي بوتين مع رجال الأعمال من كبار طبقة "الأوليغارشيا" في بلاده، حينما كانت قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار، فقام وقتها الرئيس بوتين بسجن العديد من كبار الصناعيين ذوي العلاقات "المشبوهة" حسبه مع الغرب الرأسمالي ليعيد لروسيا أمجادها، و ظل يحارب المعارضين لسياساته التسلطية بذريعة أنهم صنيعة "الأعداء" تحركهم قوى أجنبية لا تريد عودة روسيا القوية.
رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قال أن تغيير النظام الذي أراده "الحراك"، سيتم قبل نهاية السنة ببناء مؤسسات قوية، بعيدة عن سطوة المال الفاسد و عن الارتباطات المشبوهة بالزبائنية التي كرستها العقود الماضية من التسيير، ففي ظل بحبوحة مالية كانت الإغراءات بالمزيد من المكاسب كبيرة، و لكنها همشت كثيرا الطبقات الفقيرة التي صار حرمانها من أبسط الحقوق خطرا على السلم الاجتماعي، منوها أنه لن يعتمد سياسة "شراء الذمم" ببرامج تنموية وهمية، بل سيحافظ على المكتسبات الاجتماعية و يعمل على زيادتها وفق قواعد عمل شفافة و واضحة أساسها دولة قوية تفرض القانون على الجميع.
في مناحي أخرى اتجه خطاب رئيس الجمهورية بخصوص حرية المبادرة و العمل و فتح الأبواب للجميع حتى تتفجر الطاقات الخلاقة للشباب الجزائري الذي هو طاقة المستقبل، نحو الاستلهام من التجربة الصينية في مجال التطوير الاقتصادي للبلاد، بفرض سلطان القانون الصارم على الجميع من مسؤولين و مواطنين باختلاف درجاتهم و منازلهم.
و هو ما يبرز من فكرة الرئيس تبون حول شعور المواطن بالثقة و الأمان حينما يكون باستطاعته رفع الظلم عنه و لو كان من الدولة، بمقاضاتها أمام العدالة التي ستنصفه دون اعتبار لمكانة الخصم. و هنا يبرز التوجه السلطوي للدولة "التبونية"، التي ستواجه امتحانا عسيرا لإثبات استقلالية القضاء، و كسب معركة الثقة المفقودة.
للمفارقة يحظى الفريق الحاكم حول الرئيس تبون بفسحة زمنية منحتها إياه جائحة كورونا، من باب "رب ضارة نافعة"، لكي يعيد بناء جسور التواصل مع فئات واسعة من الشعب، الذي لا يستعجل الملموس من التغييرات الموعودة، بقدر ما يتابع كمراقب -غير ساذج- لكل التحولات التي تجري في هياكل منظومة الحكم.
عمر شابي
----------------------------------------------------------
22.04.2021
22.04.2021
20.04.2021
20.04.2021
19.04.2021
19.04.2021
17.04.2021
16.04.2021
15.04.2021
14.04.2021
13.04.2021
13.04.2021
10.04.2021
09.04.2021
09.04.2021
07.04.2021
07.04.2021
06.04.2021
05.04.2021
04.04.2021
04.04.2021
02.04.2021
02.04.2021
01.04.2021
31.03.2021
31.03.2021
31.03.2021
30.03.2021
30.03.2021
28.03.2021
27.03.2021
27.03.2021
26.03.2021
26.03.2021
25.03.2021
24.03.2021
24.03.2021
24.03.2021
23.03.2021
23.03.2021
23.03.2021
22.03.2021
21.03.2021
21.03.2021
19.03.2021
19.03.2021
19.03.2021
19.03.2021
18.03.2021
17.03.2021
17.03.2021
16.03.2021
16.03.2021
15.03.2021
14.03.2021
14.03.2021
13.03.2021
12.03.2021
11.03.2021
11.03.2021
11.03.2021
11.03.2021
10.03.2021
10.03.2021
10.03.2021
09.03.2021
09.03.2021
09.03.2021
09.03.2021
08.03.2021
07.03.2021
07.03.2021
06.03.2021
05.03.2021
03.03.2021
03.03.2021
02.03.2021
01.03.2021
01.03.2021
01.03.2021
01.03.2021
28.02.2021
28.02.2021
27.02.2021
27.02.2021
26.02.2021
26.02.2021
24.02.2021
24.02.2021
23.02.2021
22.02.2021
21.02.2021
21.02.2021
21.02.2021
21.02.2021
21.02.2021
20.02.2021
18.02.2021
17.02.2021
Journal Electronique Algerien
Edite par: EURL Atlas News Corp.
R.C: 18B0071953-00-25
Directeur de Redaction : Amor Chabbi
مدير التحرير : عمر شابي
Adress:39;Rue Aouati Mostapha Constantine Algerie DZ Algeria