قالت السفيرة الأمريكية بالجزائر إليزابيث أوبين أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية و الجزائر متطابق بخصوص ملف الصحراء الغربية، و حيت جهود رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون التي نجحت في لم شمل الفصائل الفلسطينية، قائلة أن واشنطن إلى جانب دول أخرى، تدعم توحيد الصف الفلسطيني، لكي تنطلق مفاوضات بين طرفي الصراع تؤدي لحل الدولتين.

السفيرة الأمركية إليزابيث مور اوبين في حديث أجرته مع الزميل شوقي مشاكرة مدير صحيفة “لوبروفانسيال“، خلال زيارتها لمدينة عنابة قالت أن، مواقف الجزائر و واشنطن بخصوص قضية الصحراء الغربية متطابقة، فكلا البلدين يدعمان جهود المبعوث الأممي الخاص ستافان دي ميستورا، و هو الدعم الذي جدد تأكيده مرة أخرى، قبل يومين كاتب الدولة الأمريكي للخارجية أنطوني بلينكن.
وأوضحت السفيرة في حديثها للصحيفة، التي تنشر الحوار في عددها ليوم غد الخميس بالفرنسية، أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت منذ 2007 أن مخطط المغرب المتعلق بالحكم الذاتي في الصحراء الغربية تجب مراجعته، وهو موقف الإدارة الأمريكة الحالية -التي ورثت مشكلة عن تغريدة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب- و قالت السفيرة أوبين أن الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل مجهودات الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل دائم و متفاوض عليه لصالح الشعب الصحراوي، و هذا هو الموقف الجزائري الذي قالت السفيرة أوبين أنها تراه متطابقا مع موقف الولايات المتحدة، و كشفت أن الجزائر و الولايات المتحدة تنسقان بشكل وثيق و تتباحثان حول هذه المسألة، و تعملان معا من أجل إنجاح مهمة المبعوث الأممي للصحراء الغربية، من أجل حل للنزاع الذي طال أمده واستمر 47 سنة.
السفيرة- الاستثمارت الأمريكية في الجزائر قوية و متواجدة في كل المجالات
في جانب آخر قالت السفيرة الأمريكية بالجزائر أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت المصدر الأول للاستثمارات الخارجية المباشرة في الجزائر، من خللا تواجد أكثر من 100 شركة منتجة في الجزائر منها 12 شركة فقط في قطاع المحروقات، وأشارت أنه في سنة 2020 كانت الاستثمارات المباشرة الأمريكية تمثل 28 بالمائة من مجموع الاستثمارات الأجنبية في الجزائر، وقدمت العديد من الأمثلة عن نشاط الشركات الأمريكية قائلة أن الجرارات الأمريكية من طراز “ماسي فيرغيسون” التي يجري تركيبها في الخروب بولاية قسنطينة متواجدة في السوق و أن شركة “جنرال إليكتريك” الأمريكية تقوم بتركيب التوربينات في عين ياقوت ولاية باتنة و “كوكا كولا” تقوم بتعبئة مشروباتها في الجزائر منذ سنوات طويلة، و هي فقط بعض الأمثلة عن نشاط الشركات الأمريكية في الجزائر، الذي قالت الدبلوماسية الأمريكية أنه يحتاج لتدعيم أكبر، و أن من بين الوسائل التي تراها مساعدة على تحقيق قفزة في التبادلات الاقتصادية بين بلادها و الجزائر، فتح خط جوي مباشر بين الدولتين، يمكنه أن يقلص من أجل وصول السلع من خمسة أيام إلى أقل من 24 ساعة.
و قالت السفيرة أوبين أن الشركات الأمريكية العاملة في الجزائر تعمل من خلال موظفين جزائريين أكفاء يتولون إدارتها، و أثنت على الكفاءات الجزائرية التي تتمتع بتعدد لغوي ملفت للانتباه ومحفز على نقل التكنولوجيا و المعارف، وكذا توفر الجزائر على طاقات إبداعية شبانية تثير اهتمام الشركات الأمريكية، التي تقوم بتوظيف جزائريين و جزائريات ذوي مهارة عالية لإدارة المشاريع المختلفة التي تقوم بها في الجزائر.
عن موقف واشنطن من ترشح الجزائر لعضوية مجموعة “بريكس” أكدت لسفيرة أوبين أن الجزائر دولة ذات سيادة و مستقلة في قرارها و يمكنها اتخاذ الخطوات التي تراها متناسبة مع مصالحها، و أنها كممثلة للولايات المتحدة الأمريكية لا يسعها سوى العمل على تمتين العلاقات الاقتصادية بين بلدها و الجزائر، و لذلك فهي تعمل من اجل فتح خط جوي مباشر بين الجزائر و الولايات المتحدة الأمريكية لزيادة المبادلات بين البلدين في مختلف المجالات، و منها الروابط بين الدولتين الثقافية و اللغوية و بالطبع العلاقات الاقتصادية.
وبخصوص مسألة حرية الصحافة قالت السفيرة الأمريكية أن بلادها تدعم حرية الصحافة و حرية التعبير، باعتبارهما قيمتان إنسانيتان ضروريتان لإقامة ديمقراطية صحيحة، و لذلك تعمل واشنطن من أجل إقامة مجتمعات تتمتع بحرية التعبير و تتوفر فيها حرية صحافة، لأن تلك الحريات تساعد على تنمية و تطوير المجتمعات اقتصاديا، فهي تجعل من الدول أكثر انفتاحا و أكثر جاذبية للاستثمارات الخارجية المباشرة و بالتالي فهي تساعد على تنمية الثروة الجماعية للدول التي تحترم حرية الصحافة و تقدس حرية التعبير.
3 تعليقات