الرئيسيةأخبارالنيجر : شبح التدخل العسكري يبتعد و أمريكا تدخل على الخط
النيجر : شبح التدخل العسكري يبتعد و أمريكا تدخل على الخط
أخبارالكلسياسة

النيجر : شبح التدخل العسكري يبتعد و أمريكا تدخل على الخط

ابتعد شبح التدخل العسكري في النيجر قليلا، و لن تندلع حرب جديدة في منطقة الساحل، التي جاهرت شعوبها بالعداء للمستعمر القديم فرنسا، بينما تشير الأخبار إلى تأهب الولايات المتحدة الأمريكية و هي حليف قوي للنيجر، للدخول على خط البحث عن مخرج من أزمة، تكاد تعصف ببنيان هش للمجلس الوطني (العسكري) لإنقاذ البلاد.

بقلم : عمر شابي

يستعد وفد لمجموعة دول غرب أفريقيا ( إيكواس) المجتمعون في نيجيريا اليوم للعودة مجددا إلى النيجر، لبحث مخرج للوضعية التي طرأت في أغنى بلدان الأفريقية باليورانيوم، وذلك تزامنا مع نهاية المهلة التي منحتها المجموعة لعودة الرئيس محمد بازوم لمنصبه، و قد عبرت مجموعة “إيكواس” عن تفضيلها لبحث حل، متفاوض عليه بين الطرفين المتنازعين على السلطة في نيامي، بدل التلويح بالتدخل العسكري لإزاحة نظام المجلس العسكري بقيادة قائد الحرس الجمهوري السابق عبد الرحمان تشياني، و إعادة الرئيس بازوم لمنصبه تحت حماية عسكرية من الخارج.

النيجر : شبح التدخل العسكري يبتعد و أمريكا تدخل على الخط
خريطة النيجر

فقد قال مصدر مقرب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) اليوم بعد نهاية المهلة التي منحتها المجموعة ملوحة بالتدخل العسكري، أن الولايات المتحدة الأمريكية مهتمة بأن تكون جزءا من الحل الذي سوف تقترحه دول المجموعة في عودتها إلى نيامي. و قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر أنه من الممكن أن ينتهي الانقلاب الذي حصل في النيجر بطرق دبلوماسية.

في تلك الاثناء استعرض قائد المجلس الوطني لإنقاذ النيجر عبد الرحمان تشياني قوته أمس بتنظيم تجمع شعبي كبير في ملعب الجنرال سيني كونتشي (رئيس سابق للبلاد) بالعاصمة، هتف خلاله عشرات الآلاف مؤيدين لخطوات مجلس الإنقاذ، كما سارعت كل من مالي و بوركينافاسو لإبداء دعمهما غير المحدود للنظام الجديد الذي فرض أمرا واقعا في البلاد، التي تأوي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية لطائرات دون طيار في منطقة الصحراء الأفريقية الكبرى بمدينة أغاديز بلغت تكاليف إنجازها 110 ملايين دولار أمريكي. و قرر قادة النيجر الجدد غلق المجال الجوي و وقف تصدير اليورانيوم لفرنسا، معلنين أنها تدبر للتخل عسكريا ضدهم و تأليب دول أفريقية عليهم.

كانت معارضة الجزائر للتدخل العسكري في النيجر، العلامة الأولى الكبيرة، على أن المسألة لا تحتاج إلى قعقعة السلاح، و بعدها عبرت دول أخرى كبيرة إقليمية و من  الشركاء الأجانب، البعيدين جغرافيا و القريبين بارتباطاتهم الاقتصادية و الأمنية، عن نفس الموقف. منتبهين فجأة إلى البقعة التي يتناساها العالم دوما، و لا يهتم لوجودها إلا على أخبار الانقلابات العسكرية.

فقد عارضت إيطاليا اليوم التخل العسكري في النيجر، و طالبت ألمانيا بضمان السلامة الجسدية للرئيس بازوم، بينما فرنسا تسأل نفسها عما اقترفته من خطأ في المنطقة جعلها رمزا للشر و الاستغلال البشع، مما أثار عددا من السياسيين الفرنسيين الذي يتباكون اليوم عن الجنة المفقودة في أفريقيا، قائلين أن الصين و روسيا تتمددان في الحيز الجغرافي، الذي أساؤوا استغلاله منذ عقود.و قد لخص اليساري ميلونشون الموقف بقوله أن روسيا و الصين تذهبان إلى أفريقيا بالمشاريع و التكنولوجيا، بينما نذهب نحن (فرنسا) مدافعين عن الشذوذ الجنسي.

لدى المعارضين للتدخل العسكري في النيجر أيضا، مثال صارخ و تجربة أليمة تكبدتها فرنسا، و من غيرها في أفريقيا، حين غرقت في مستنقع مالي بتدخل عسكري متعجرف، استمر عشرة أعوام و خرجت باريس من مالي مذمومة مدحورة قبل عام و أنهت بنفسها عملية “برخان”، التي بدأت بإسم “سرفال”، مما شجع شعوب المنطقة على خلع رداء الخوف و المجاهرة بالعداء للدولة التي استمرت في نهب ثرواتهم عقودا طويلة بعد استقلال شكلي، نالت تلك الدول منه أعلاما و حدودا جغرافية لكن باريس بقيت تصنع لتلك حكاما من ورق، يخدمونها بالنيابة و يقمعون شعوبهم بمباركتها، جاعلين المنطقة حديقتها الخلفية التي تعيث فيها فسادا دون حسيب.

عمر شابي

3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *