تم تعيين سفيرة أمريكية جديدة في النيجر، حيث أقر الكونغرس الأمريكي تعيين السيدة كاثلين أ. فيتزجيبون سفيرة للولايات المتحدة الأمريكية في النيجر، و هو تعيين يأتي في وقت تشحذ بعض القوى الغربية و على رأسها فرنسا العدة للتدخل العسكري في النيجر، بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم، و تعليق تصدير اليورانيوم لفرنسا.
القرار الأمريكي الذي اعلنت عنه وزارة الخارجية الأمريكية بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم، يسيء برأي متابعين للعلاقة بين واشنطن وباريس، و يؤكد دخول أمريكا على الخط في أزمة النيجر، حسب ما نقلت وسائل إعلامية فرنسية في تعليقات بعدما وافق الكونغرس الأمريكي، على تعيين كاثلين أ. فيتزجيبون كسفيرة فوق العادة ومفوضة للولايات الأمريكية لدى جمهورية النيجر.

وحسب ما نشر على موقع الكونغرس الأمريكي، فتم اقتراح الديبلوماسية الأمريكية لشغل المنصب في الفاتح من مارس لهذا العام، كي يوافق عليها الكونغرس الأمريكي، بعد يوم واحد من الانقلاب العسكري في النيجر الذي أطاح بالرئيس النيجيري محمد بازوم، على يد قائد الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمان تشياني.
كاثلين أ. فيتزجيبون هي عضو مهم في السلك الديبلوماسي الأمريكي، وقد سبق لها وأن شغلت منصب نائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في أبوجا بنيجيريا. وقبل ذلك، كانت فيتزجيبون رئيسة قسم غرب وجنوب إفريقيا ثم مديرة مكتب التحليل الإفريقي، في مكتب الإستخبارات والبحوث في وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن.
هذا التعيين حسب وسائل إعلامية فرنسية يجعل العلاقة بين واشنطن وباريس تسوء كثيرا، و تبرز للعلن الخلافات بين العاصمتين حول الوضع في النيجر. ففي الوقت الذي تشجع فيه فرنسا تدخلا عسكريا في البلد من طرف المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”، يأتي التعيين الأمريكي للدبلوماسية التي ينتظر أن تتولى مهامها الأسبوع المقبل، ليخلط أوراق باريس حول مساعيها للضغط على الحاكم الجديد في نيامي، عبد الرحمان تشياني الذي جاهر رفقة أنصاره بنزع غطاء التبعية لفرنسا، حسب ما يظهر من خطابات رسمية، و في الشارع النيجيري الذي يتظاهر يوميا مطالبا بطرد كل ما يمثل للمستعمر السابق.
من جهة أخرى بدأت مجموعة “إيكواس” تعرف انقساما حول إمكانية قيام المجموعة بتدخل عسكري في النيجر من أجل إرجاع بازوم إلى الحكم، كما بدأت دائرة المعارضين للتدخل العسكري تتوسع في المجموعة نفسها.
فقد تم تأجيل اجتماعين مهمين، أحدهما بين قادة جيوش “إيكواس” للحديث حول نشر المجموعة قوة تدخل عسكري في النيجر، والثاني لمجلس الأمن والسلم الإفريقي بشأن تعليق عضوية النيجر في الإتحاد الإفريقي. وهما اجتماعين تمت برمجتهما الأمس السبت 12 أوت. في حين عرف الإجتماع الذي عقده برلمان دول المجموعة “إيكواس” الأمس بالفيديو انقساما حول الموضوع. وقد أدى الإنقسام بين برلمانيي “إيكواس” إلى الحيلولة إلى التوصل لقرار توافقي حول مقترح تدخل المجموعة عسكريا في النيجر.
فقال المتحدث باسم البرلمان المذكور، أن الجلسة لم تسفر عن قرارات، مشيرا إلى أن المجموعة تسعى لإرسال لجنة برلمانية إلى النيجر لعقد لقاء مع قادة الانقلاب.
وقد ذكرت مصادر إعلامية نقلا عن وسائل إعلام في نيجيريا، الرئيسة الدورية للمجموعة، أن بعض النواب شددوا على ضرورة استخدام الديبلوماسية والحوار للعودة إلى الحكم الديموقراطي في النيجر. كما طالبوا برفع العقبات التي فرضتها المجموعة على النيجر لأنها تضر المواطنين النيجيريين وليس قادة الانقلاب.
في حين رأى نواب آخرون، حسب نفس المصدر، أنه من الضروري أن تتخذ المجموعة موقفا حازما ضد الانقلابيين في النيجر وذلك لمنع تكرار السيناريو في المنطقة.
نائبة رئيس البرلمان، الطوغولية ميموناتو إبراهيما، اعتبرت أنه يجب العمل على الحوار. فقالت “نحث على الحوار من أجل العودة إلى النظام الدستوري”. كما أضافت “لا يمكن إطفاء النار بالنار، و أضافت أن مؤسس الأمة (الرئيس التوغولي اغناسينغبي إياديما) يقول دائما أننا نعلم متى وكيف ستبدأ (الحرب)، لكن نجهل متى وكيف تنتهي”.
وإضافة إلى الطوغو، تعارض دول أخرى عضوة في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا فكرة التدخل العسكري في النيجر، وهي الرأس الأخضر، سيراليون، وليبيريا. هذا إضافة لدول أخرى مجاورة للنيجر وغير عضوة في المجموعة مثل مالي، بوركينافاسو، تشاد والجزائر.
من جهة أخرى استقبل رئيس غينيا الكولونيل مامادي دومبويا، في العاصمة كوناكري الأمس السبت 12 أوت، وفدا من المجلس العسكري في النيجر الذي قاد الانقلاب ضد محمد بازوم. وأفاد تلفزيون غينيا الرسمي أن الوفد القادم من النيجر طالب رئيس غينيا بـ”تعزيز الدعم لمواجهة التحديات المقبلة، فيما تتعرض القوة العسكرية في نيامي لتهديد التدخل الغربي”.