رفض الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي تم إعدامه شنقا، عرضا أمريكيا باللجوء على ثلاث دول عربية، و هي الأردن و مصر و قطر، لكنه رفض العرض. قبل تنفيذ الحكم ضده بطريقة وصفها المحامي خليل الدليمي، رئيس هيئة الدفاع سابقا عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بالغوغائية.

محامي صدام حسين كشف في حوار مع “قناة العربية” تفاصيل جديدة للحظة إعدام الرئيس العراقي الراحل وقال عن مضمون العرض الأمريكي لصدام حسين في المعتقل، أن الرئيس العراقي صدام حسين رفض العروض الأمريكية، التي تشمل أيضا تخلي الرئيس عن ممارسة النشاط السياسي.
وأوضح الدليمي عبر برنامج الذاكرة السياسية على قناة “العربية” أن “البنتاغون (بكل جهاته ومن جميع أصحاب القرار) طلب من صدام حسين أن يكتب بخط يده رسالة وأن يقرأها هو (محامي صدام) عبر وسائل الإعلام يطلب فيها من قوات المقاومة التوقف عن القتال، في مقابل أن يخرج الرئيس العراقي الراحل إلى إحدى 3 عواصم عربية تم اختيارها واتفقوا معها، وهي الأردن و مصر و قطر”.
وتابع الدليمي في حواره يقول ” أنا إذا أقنعته ممكن أكون معه وأخرج أنا وعائلتي وجيب متصل بالخزينة العراقية مثل ما حكوا، وما عندي مشكلة وأي واحد يريده الرئيس يخرج معه، ولكن يعتزل العمل السياسي والإعلامي بشكل نهائي”. و أفاد بأن “العرض المادي كان له ولصدام حسين ولمن اختار الأخير أن يخرج معه”.
وبين خليل الدليمي أن الأمريكيين عرضوا عليه (الدليمي) كذلك في حال اقتنع الرئيس يمكنه أن يختار أي شخص آخر للعمل السياسي، لافتين إلى إمكانيتهم أن يوصلوه إلى منصب نائب رئيس الجمهورية مقابل أن يقنعه.
وأكد الدليمي ما روته سابقا مستشارة الزعيم الليبي معمر القذافي، وقال أن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي بكى 3 مرات خلال لقائه (أي الدليمي)، حين علم بوضع صدام في السجن.
صدام حسين – الزعيم الليبي معمر القذافي يبكي و يحبس نفسه شهرا
وكانت دعد شرعب مستشارة القذافي قد صرحت لبرنامج قصارى القول على قناة “روسيا اليوم” بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لغزو العراق أن يوم إعدام صدام حسين كان بالنسبة للقذافي يوما أسودا، و أضافت المستشارة السابقة، بأنه كان يوما كارثيا بالنسبة لمعمر القذافي، وأنها المرة الوحيدة التي بكى فيها، وأنه جلس شهرا في مكتب مغلق، لا يكلم أحدا.
شرعب استذكرت في السياق أن القذافي في القمة العربية التي عقدت في سوريا، وقف أمام الرؤساء العرب وقال لهم في خطابه، أنتم سعداء بما حصل لصدام حسين، والدور عليكم وأنه أثر في الجميع، وأن ما قاله الزعيم الليبي حصل بالفعل.
وعن سؤال حول ما يذكر عن أن القذافي خصص أموالا كبيرة لإنقاذ صدام حسين من السجن، أكدت المستشارة السابقة الحادثة مشيرة إلى أن القذافي حاول الاتصال ببعض منظمات المقاومة العراقية وببعض المنظمات الفلسطينية وكان يحاول شراء بعض الأمريكيين بهذه الأموال، وأن الفصائل وعدته بذلك، وطلبت الأموال كي يقوموا برشوة بعض الشخصيات والحراس.
في روايتها، أكدت مستشارة العقيد السابقة، أن القذافي حاول جاهدا تهريب صدام حسين من السجن، وأنه كان مستعدا لدفع مبلغ يصل إلى 100 مليار، وأنه فتح الميزانية من دون حدود.
وبالعودة للحظات الأخيرة من حياة الرئيس العراقي الراحل أكد المحامي خليل الدليمي إلى أن صدام حسين تلقى حكم الإعدام برحابة صدر ورفض تناول أي مهدئات، وقال حين سمع الحكم “أنا طلقت الحياة منذ 1959”.
ووصف الدليمي، رئيس هيئة الدفاع سابقًا عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، عملية إعدامه بـ”الغوغائية”، متحدثا عن سر حضور ضباط من المخابرات الإيرانية لحظة الإعدام.
و أشار خليل الدليمي في إجابته للمحاور إلى حضور اثنين من ضباط المخابرات الإيرانية عملية إعدام الرئيس صدام حسين. وقال الدليمي إنه أثناء صعود صدام “درج” المشنقة، تكلم الضابطان الإيرانيان باللغة الفارسية “حتى يوصلوا له (لصدام) رسالة أننا نحن من حاكمناك وليس الأمريكان عقابا على حرب الـ8 سنوات”. و عما إذا حضر قائد فيلق القدس الراحل في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني العملية، أجاب الدليمي: “لا أعتقد”.
وذكر أن مريم الريس (مستشارة سابقة لرئاسة الحكومة العراقية) وموفق الربيعي ( مستشار الأمن القومي سابقا في العراق) هما من قاما بتصوير عملية الإعدام. وأكد خليل الدليمي أن عدد عقد حبل المشنقة، كانت نفس عدد الصواريخ التي قصف بها صدام حسين كيان دولة إسرائيل.
وعن التشكيك في موت صدام شنقا، أكد الدليمي موقفه من ذلك قائلا “كانت عملية إعدامه غوغائية تتجاوز الشنق”، موضحا أن “صدام رفض فعلا وضع الكيس على وجهه أثناء إعدامه”. أما عن اللحظات التي تلت الإعدام، فكشف أن جثمان صدام نقل إلى منزل نوري المالكي للتشفي منه في يوم زفاف ابنه.
وأوضح أنه بعد دفن جثة الرئيس السابق، نقلت إلى مدفن آخر بسبب تسرب مياه إليه، نافياً أن يكون سبب النقل التنكيل بقبر صدام، لأنه كان محروسا من قبل أصهاره.
وكان الدليمي كشف العديد من المعلومات المثيرة حول الأيام الأخيرة التي تلت سقوط النظام البعثي، وهروب صدام وتخفيه، خلال حلقات ثلاث من البرنامج.
ويأتي كشف هذه التفاصيل بعد 20 عاما على إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش في 20 مارس 2003، انطلاق “عملية حرية العراق”، حيث انتشر إثرها نحو 150 ألف جندي أميركي، و40 ألف جندي بريطاني على الأراضي العراقية، بحجة وجود أسلحة دمار شامل لم يتم العثور عليها يوما.
وبعد ثلاثة أسابيع أي في 9 أفريل من العام نفسه، أعلن سقوط النظام حزب البعث الذي كان يقوده صدام حسين، فتوارى صدام عن الأنظار لمدة ثمانية أشهر، قبل أن تعثر عليه القوات الأميركية، ويحاكم ثم يُعدم صبيحة عيد الأضحى من تلك السنة في ديسمبر 2006.
تعليق واحد