تتمثل مهمة وزير الاتصال الجديد، محمد لعڤاب، في استكمال الإطار التشريعي المسير للقطاع، وكذا بناء المؤسسات المؤطرة للقطاع كخطوة ثانية، حسب ما صرح به الوزير ذاته اليوم خلال عملية تنصيبه التي اشرف عليها الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان بقصر الحكومة.
وجرى تنصيب محمد لعڤاب وزيرًا جديدًا للاتصال، في حضور إطارات مركزية بالوزارة ومدراء عدد من المؤسسات الإعلامية، حيث أعرب الوزير الذي خلف بوسليماني في المنصب، بعد شهرين من إقالة هذا الأخير في كلمة له عن أمله في أن يكون في مستوى الثقة التي وضعها فيه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بتعيينه على رأس وزارة الاتصال.
ودعا وزير الاتصال الجديد جميع المعنيين من إطارات الوزارة ومدراء المؤسسات العمومية والخاصة والصحفيين إلى وضع اليد في اليد للنهوض بهذا القطاع الحساس.
وثمن لعقاب كل الجهود والإنجازات التي قام الوزراء الذين سبقوه على رأس الوزارة، خاصة ما يتصل منها بالمنظومة التشريعية، على غرار إصدار القانون العضوي المتعلق بالإعلام، الذي تم نشره في الجريدة الرسمية لعدد نهاية شهر أوت المنقضي.
وشدد لعڤاب في سياق حديثه عن المهمة التي أوكلت له، على أهمية مواصلة استكمال هذه المنظومة من خلال المصادقة على القانون المتعلق بنشاط السمعي البصري وقانون الصحافة المكتوبة والإلكترونية، و المرور بعدها في بناء المؤسسات المؤطرة للقطاع، وعلى رأسها تنصيب سلطة ضبط الصحافة المكتوبة والإلكترونية ثم تنصيب لجنة أخلاقيات المهنة. و هما الهيئتان اللتان يخول لهما القانون العضوي المتعلق بالإعلام في نسخته الجديد الكثير من الصلاحيات لإدارة قطاع الإعلام، رغم بعض الاختلالات و التداخلات التي عبر عنها إعلاميون حين مناقشة المشروع قبل حوالي ثلاثة أشهر.
كما أكد وزير الاتصال، في تصريحه عقب عملية التنصيب، و بلهجة الواثق من قدرته على كسب ثقة رجال و نساء الإعلام، على قناعته أن تسلحه بالإيمان القوي، وثقة رئيس الجمهورية والدعم الذي تلقاه من الوزير الأول، وكذا مكونات القطاع، أنه سيتم رفع التحدي وتحقيق الأهداف المسطرة.
وزير الاتصال : من الصحافة إلى الجامعة ثم السياسة
وزير الاتصال الجديد محمد لعڤاب من مواليد مدينة دلس بولاية بومرداس شرقي العاصمة، اشتغل صحفيا بعدد من الجرائد الوطنية منذ التسعينات، تحول للتأليف في مجال الاتصال، و هو يحمل رتبة بروفيسور، عمل في كلية الإعلام والاتصال، أين كان يدرس مقياس فنيات التحرير، كما أشرف على دائرة الإعلام في مديرية الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في انتخابات ديسمبر 2019، ليعين بعدها كمتحدث باسم الرئاسة، قبل أن تتم إقالته من منصبه برئاسة الجمهورية، ثم جرى تعيينه سيناتورا ضمن الثلث الرئاسي بمجلس الأمة في أفريل 2022.
من رئاسة الجمهورية إلى مجلس الأمة انتقل محمد لعڤاب إلى مبنى وزارة الاتصال، ليشرف على قطاع يتفق الجميع على حساسيته، و يجمع المهنيون على الحاجة الملحة لإعادة النظر في العديد من مكوناته و وضع خارطة طريق واضحة و صريحة لإصلاحه، حيث صار الإعلام اليوم أحد عناصر الأمن القومي للجزائر. مهمة محمد لعقاب يراها البعض صعبة، و يقول آخرون أنعها ليست مستحيلة، و الوقت وحده كفيل بأن يقدم عناصر الإجابة على كل التساؤلات.
